الروايات المنقولة من مصادر سنّية جاءت في عداد الروايات الشيعية في هذه المجامع التفسيرية وهي روايات نقلت لأوّل مرّة عن طريق الشيخ الطوسي إلى التفسير الشيعي ومن ثمّ إلى مجمع البيان للطبرسي.
ويبدو بوضوح أنّ هذه المرحلة خضعت للهيمنة الصفوية وتأثّرت بشيوع المذهب الأخباري آنذاك.
لقد كان جلّ اهتمام المفسرّين الأخباريّين الشيعة في تفسير القرآن الكريم هو الآيات التي نزلت في شأن أهل البيت عليهمالسلام وأتباعهم وفي ذمّ أعدائهم ، وإنّ أهمّ ما استند إليه هؤلاء المفسّرون هو الروايات الواردة عن الأئمّة عليهمالسلام والتي يستشفّ منها أنّ ثلث القرآن أو نصفه نزل في شأن أهل البيت عليهمالسلام ، وقد ذكر الفيض الكاشاني (١٠٠٧ ـ ١٠٩١هـ) نماذج من هذه الروايات في بداية تفسيره الصافي(١) ثمّ شرع في شرح غوامضها وكشف أسراراها(٢) ، وهناك مفسّرٌ آخر في نفس هذه الحقبة وهو السيّد شرف الدين
__________________
تفسير التبيان أبداً ، وإذا رجعوا إليه فإنّهم لا ينقلون هذه الروايات منه وذلك لأنّهم كانوا دائماً يعتبرون تفسير مجمع البيان هو المصدر المعتمد لديهم في هذا الشأن دون التبيان.
(١) الصافي ١ / ٢٤.
(٢) في الكافي وتفسير العيّاشي بإسنادهما عن أبي جعفر عليهالسلام قال : (نزل القرآن على أربعة أرباع ، ربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام) ، وزاد العيّاشي : (ولنا كرائم القرآن) ، وبإسنادهما عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : (نزل القرآن أثلاثاً : ثلث فينا وفي عدوّنا ، وثلث سنن وأمثال ،