من المراحل التفسيرية السابقة وأصبحا من الثوابت في التفاسير المعاصرة :
الأوّل : اتّباع الطريقة الكلاسيكية للتفسير التي بدت معالمها واضحة في تفاسير مثل التبيان ومجمع البيان ، أي الاهتمام بالعلوم اللغوية والنحوية والكلامية والفقهية وأمثالها.
والثاني : الاستفادة من هيكلية التفسير الروائي ، وإن كان الاستفادة من الروايات لم يبلغ من الكثرة إلى حدّ ما بلغت إليه التفاسير الأخبارية في الحقبة الصفوية ، حيث سلكت في ذلك طريق الاعتدال مثلها مثل تفسير مجمع البيان.
فعلى هذا يمكننا أن نقول : إنّ الهيكلية الأساسية لتفاسير القرن العشرين الجديدة عادت مرّة أخرى لتسلك طريقة الشيخ الطوسي في التفسير ، حتّى أنّنا اليوم لا نجد أحداً من المفسّرين المعاصرين من يهتمّ بجمع الروايات التفسيرية دون التعرّض لها بالنقد والتحليل(١).
إنّ آليّات المفسّرين والأسئلة التي يتلقّاها المفسّرون في الزمن المعاصر متعدّدة ومتكيّفة بكيفيّات مختلفة متناسبة مع الظرف الزماني والمكاني للمفسّر.
__________________
(١) سوى بعض التفاسير مثل تفسير أهل البيت عليهالسلام للسيّد محمّد الحسيني الميلاني وبعض المفسّرين المعاصرين ممّن جاؤوا بأعمال مشابهة وذلك فقط بسبب رغبتهم في البحث والتقصّي وجمع الروايات التفسيرية الشيعية وغيرها ، حيث يمكننا القول بأنّ هذا النوع من المؤلّفات لم تؤلّف للصعيد العام وإنّما جاء معظمها للإستفادة الخاصّة في المكتبات أو للفهرسة ، وذلك مثل ما قدّمه المرحوم آية الله الشيخ هادي معرفت في التفسير الأثري الجامع الذي جمع فيه الروايات التفسيرية الشيعية والسنيّة.