المقدّس بنفسه مباشرة ونقل منه أقوالا(١) ، ونادراً جدّاً ما جاءت بعض الأقوال المنقولة من العهدين في تفاسير أهل السنّة مثل ابن كثير في تفسيره(٢) ، وفخر الدين الرازي في مفاتيح الغيب(٣) ، والقرطبي في تفسيره(٤) ، ولكن هذه الموارد القليلة لم تجعل بأيّ شكل من الأشكال الرجوع إلى الكتاب المقدّس من خصوصيّات التفسير المتعارف عليه قديماً عند أبناء السنّة ، أمّا في العصر الحديث فقد استعمل هذا الأسلوب في تأليفات مفسّري الشيعة مثل الميزان ، آلاء الرحمن ، الفرقان ، نمونه ، نوين والكاشف كما عند معاصري المفسّرين من أبناء السنّة مثل ابن عاشور في التحرير والتنوير ، عبدالكريم الخطيب في التفسير القرآني للقرآن ، أحمد بن مصطفى المراغي في تفسير المراغي ، محمّد جمال الدين القاسمي في محاسن التأويل ، ومحمّد عزّة دروزه في التفسير الحديث ، فقد انتهجوا جميعاً هذا الأسلوب في تفاسيرهم ولم يعتبروا ذلك معيباً.
__________________
(١) لقد جاء مورد واحد فقط في التبيان (٤/٧٠) يشير إلى العهدين يتبيّن منه بوضوح أنّه أُخذ نصّاً من تفسير المغربي ، ولا يخفى أنّ الوزير المغربي (٣٧٠ ـ ٤١٨ هـ) كان متميّزاً وحالة استثنائية من بين العلماء في هذا المضمار وذلك لما شغله من مناصب وزارية في الدولة البويهية والفاطمية والحمدانية ، ولمراودته علماء اليهود والمسيح المبرّزين ، وعلى ما أظنّه أنّه ذكر في المصابيح أكثر من ثمانين مورداً أخذها مباشرةً من نصّ العهد القديم أو العهد الجديد.
(٢) تفسير ابن كثير ٣ / ٥٨.
(٣) مفاتيح الغيب ٢٦ / ٣٤١ و ٤٣٥ ، ٢٩ / ٥٢٨ ـ ٥٢٩.
(٤) تفسير القرطبي ١١ / ١٠٦ ـ ١٧.