خلاصة البحث :
إذا لاحظنا بدقّة المراحل المختلفة التي مرّ بها التفسير الشيعي نرى أنّ هناك تحوّلا تدريجيّاً بل قفزة في بعض الأحيان في أسلوب علماء الشيعة في التفسير ، وعند التدقيق في المراحل المختلفة التي رافقت تطوّر التفسير الشيعي فإنّه يتّضح لنا بأنّ التفسير الشيعي في كلّ حقبة كان ذا طابع مختصّ بتلك الحقبة ولم يكن على وتيرة واحدة ، فإنّ مباني ومصادر التفسير عند المفسّرين الشيعة لم تكن على نمط واحد ، كما أنّ الأسئلة التي كانت تواجه مختلف المفسّرين الشيعة في أعصار ومراحل مختلفة لم تكن ذات نسق واحد ، وإنّ الأجوبة عليها من مختلف المفسّرين الشيعة في مختلف العصور كذلك لم تكن أجوبة ذات رؤية واحدة على أسئلة ذات منهجيّة واحدة ، فإنّنا نرى ذلك بوضوح في العديد من المسائل التي يتناولها المفسّرون سوى القول بالتحريف والذي أشرنا إليه سابقاً ، وتأييداً لذلك سوف نتطرّق إلى نموذجين من الآيات الشريفة وتفسيرهما :
المثال الأوّل : إنّ الآية ٨٢ من سورة النحل والتي تتضمّن معنىً في معرفة آخر الزمان فبناءً على ما قالته أغلب التفاسير أنّها تبيّن أحد علائم آخر الزمان وأخبار الملاحم والفتن (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ) ، فإنّ موضوع دابّة الأرض هي محلّ اهتمام تفسير علماء الإسلام لها وذلك منذ أقدم مراحل التفسير لما تحمله من خصوصية مرموزة مشوبة بالغموض ، فقد جاءت في القرون الثلاثة الأولى روايات كثيرة عن الصحابة والتابعين في باب حقيقة دابّة