الأرض نقلتها لنا كتب التفسير والحديث والملاحم ، فإنّ الطبري وأبي حاتم الرازي من أوائل المفسّرين الشيعة الذين وصلتنا مؤلّفاتهم التفسيرية من أواخر القرن الثالث الهجري ذكروا أنّ آية دابّة الأرض جاءت في الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام(١) ، علماً بأنّ هذا القول نسبه بعض أبناء العامّة إلى بعض غلاة الشيعة(٢) ، وقد اكتفى كلّ من عليّ بن إبراهيم القمّي وفرات الكوفي والعيّاشي بنقل هذا الكلام في تفاسيرهم ولم يقولوا في دابّة الأرض : أنّه حيوان عجيب غريب ، وفي المرحلة التفسيرية الثانية نرى أنّ الشيخ الطوسي(٣) ، وقد تبعه الطبرسي(٤) والشيباني(٥) ، لم يذكروا الروايات الشيعية في تفسير هذه الآية بل اقتصروا على نقل بعض الأقوال الكلّية من أهل السنّة في باب دابّة الأرض إجمالا ، في حين نرى أنّ المفسّرين الأخباريّين في العهد الصفوي من المرحلة الثالثة قد قطعوا قطعاً باتّاً بأنّ المراد من دابّة الأرض هو أمير المؤمنين علي عليهالسلام فقط(٦) ، وفي المرحلة الرابعة نرى أنّ المفسّرين الشيعة المعاصرين قد عدّوا التفاصيل الجزئية لدابّة الأرض من زمان وكيفية خروجها غير صحيحة وقد اكتفوا ببيان ظاهر الآية وذلك كما فعل
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم القمّي ٢/١٣٠ ـ ١٣١.
(٢) حياة الحيوان الكبرى ١ / ٤٥٩.
(٣) التبيان ٨ / ١١٩.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٦٤ ـ ٣٦٧.
(٥) تفسير نهج البيان ٢ / ٤٦٣.
(٦) تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ٢٠٠ ـ ٤٠١ ، الصافي ٤ / ٧٤ ـ ٧٥ ، البرهان في تفسير القرآن ٤ / ٢٢٧ ـ ٢٣٠ ، تفسير نور الثقلين ٤ / ٩٨.