بعد منتصف شهر ربيع الأوّل ، وانتهيت منه في منتصف شهر رمضان المبارك من تلك السنة ، وبعملي هذا أرجو أن أكون قد وفّقت في خدمة التراث الإسلاميّ ، وخدمة بلدتي النجف الأشرف ، وخدمة هذه الأسرة العريقة التي تربطني معها رابطة الجوار ، فعند انتقال والدي من الحلّة إلى النجف الأشرف سنة (١٣٩٦ هـ) كان محلّ إقامتنا في منزل يقع في زقاق البهّاش من محلّة المشراق المقابل للحرم العلويّ المطهّر من جهة الركن الشماليّ الشرقيّ ، وكان بجوار منزلنا منزل خادم الحرم العلويّ الوجيه السيّد مهديّ ابن السيّد عليّ ابن السيّد أحمد الخرسان وغيره من صلحاء البلد ، وكنّا نتنعّم بعطفه الأبويّ على أسرتنا وبإغداق النعم ، وزادت الأواصر بيننا قوّة يوم ذهب رجال هذا البيت نتيجة ظروف الحرب العراقيّة الإيرانيّة بين سجن وتهجير وحرب وتشريد وموت فتفرّقوا أيدي سبأ ، وصرنا نتعاهد علويّات الدار الصالحات وننتهل من نمير معرفتهنّ وأدبهنّ العالي ، ومن خلال هذا البيت تعرّفت على جملة من رجالات هذه الأسرة الصالحة ، وزادت الأواصر بيننا بحضوري في مجلس العلمين السيّدين اللذين يعجز القلم عن أداء حقّهما عليّ : آية الله المحقّق السيّد محمّد مهديّ وآية الله السيّد محمّد رضا الخرسان ـ أدام الله بقاءهما ـ ، فقد حضرت المجلس العلميّ للأوّل منذ سنة (١٤١٥ هـ) وليومك هذا لا أفارق مجلسه العلميّ إلاّ لعارض من سفر أو مرض ، فلجنابه في السنة الواحدة مائة يوم أو أكثر ينعقد فيها مجلسه ، تتوزّع بين جمعة أو وفاة إمام أو