أيّة عين؟ فقلنا : التي شربنا منها واستقينا ، والتمسناها فلم نقدر عليها. فقال الراهب : لا يستخرجها إلاّ نبيّ أو وصيّ»(١).
ويعلّق الدكتور مصطفى جواد على هذا الحديث بقوله : «والمهم من هذا الحديث أنّ الإمام عليّاً عليهالسلام مرّ بكربلاء ولجّج في الصحراء قبل سنة أربعين الهجرية ، ولم يذكر أحد من المؤرّخين إنشاء مدينة باسم كربلاء في أثناء تلك السنين الأربعين ...»(٢).
وأمّا معنى كربلاء : فقد اختلفت كلمات اللغويّين في تحديد معناها لغويّاً.
فبينما يقول ابن فارس في المعجم : «كرب : الكاف والراء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على شدَّة وقوّة ، يقال : مَفاصل مُكرَبَة ، أي شديدة قوية ، وأصله الكرب ، وهو عقد غليظ في رشاء الدَّلو ، يجعل طرفُه في عَرقوة الدَّلو ثمّ يُشدّ ثنايته رباطاً وثيقاً ، يقال منه اكربتُ الدَّلو ؛ ومن ذلك قول الحطيئة :
قومٌ إذا عَقدوا عَقداً لجارِهم |
|
شدُّوا العِناج وشدّوا فوقه الكَربا»(٣) |
يقول ياقوت الحموي : «وهو الموضع الذي قُتل فيه الحسين بن عليٍّ رضياللهعنه ، في طرف البريّة عند الكوفة ، فأمّا اشتقاقه ، فالكربلة رخاوة في القدمين ، يقال :
__________________
(١) تاريخ بغداد : ١٢ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.
(٢) كربلاء قديماً ، ضمن بحوث كتاب موسوعة العتبات المقدّسة ، قسم كربلاء : ٨ / ١٧.
(٣) معجم المقاييس في اللغة : مادّة كرب : ٥ / ١٧٤ ـ ١٧٥.