جاء يمشي مُكربلاً ، فيجوز على هذا أن تكون أرض هذا الموضع رخوة ، فسمّيت بذلك ، ويقال : كربَلتُ الحنطة إذا هذّبتها ونقّيتها ... فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقّاة من الحصى والدخل فسمّيت بذلك ...»(١).
وذكر الفيروزآبادي في القاموس ، وابن منظور في اللسان ، معاني متعدّدة لكلمة (كرب) منها : «الحُزنُ والغَمُّ الذي يأخذُ بالنَّفس ، وجمعه كُرُوب. وكرَبَهُ الغَمُّ فاكترب ، فهو مكروبٌ وكريب ...»(٢) ، وقد يؤيّد هذا المعنى بعض الروايات المروية عن أهل البيت عليهمالسلام.
فقد روي أنّ الإمام الحسين عليهالسلام حينما وصل إلى كربلاء ... سأل : «فما اسمُ هذه الأرض التي نحن فيها؟ قالوا : كربلاء ، فقال : أرض كرب وبلاء» ، وفي رواية الخوارزمي : «... فدمعت عينا الحسين عليهالسلام حين ذكر كربلاء ، وقال : اللّهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء»(٣).
ولبعض الباحثين رأي في اشتقاق كلمة كربلاء ، فذكر السيّد هبة الدين الشهرستاني أنّ (كربلاء) منحوتة من كلمتي (كُوَر بابل) بمعنى قرى بابلية(٤).
وقال الأديب اللغوي انستاس الكرملي : «والذي نتذكّره فيما قرأناه في بعض كتب الباحثين أنّ كربلاء منحوتة من كلمتين ، من (كرب) و (إل) أي
__________________
(١) معجم البلدان ، مادّة كربلاء المجلّد الرابع ؛ الجزء السابع : ١٢٥.
(٢) أنظر : القاموس المحيط ، لسان العرب : مادّة كرب : ١٢ / ٦٠.
(٣) مقتل الحسين : ١ / ٢٣٤.
(٤) نهضة الحسين : ٦.