أسمى والزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترن باسم كربلاء بعد مصرع الحسين فيها ، فكلّ صفة من تلك الصفات العِلوية التي بها الإنسان إنسان ، وبغيرها لا يحسب غير ضرب من الحيوان السائم ، فهي مقرونة في الذاكرة بأيّام الحسين رضياللهعنهفي تلك البقعة الجرداء»(١).
لقد اقترنت هذه الأرض ، بأسمى المعاني الوجدانية في ضمير الإنسان المسلم ، إذ أضحت ترمز إلى التضحية في سبيل الحقّ والدين ، بل وفي سبيل الإنسانية جميعاً ، فأصبح الإنسان المسلم ، بل وحتّى غير المسلم يستلهم منها دروس العزّة والإباء والتحرّر والانعتاق من نير الخضوع والخنوع والعبودية والإذلال :
«فيا كربلا ؛ كهف الإباء مجسماً |
|
ويا كربلا ؛ كهف البطولة والعلا |
ويا كربلا ؛ قد حزت نفساً نبيلة |
|
وصيّرت بعد اليوم رمزاً إلى السما |
ويا كربلا ؛ قد صرت قبلة كلِّ ذي |
|
نفس تصاغر دون مبدئها الدّنا |
ويا كربلا ؛ قد حزت مجداً مؤثّلاً |
|
وحزت فخاراً ينقضي دونه المدى»(٢) |
كربلاء في الحديث :
لقد اقترن استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام بأرض كربلاء ، ولهذا نجد هذا
__________________
(١) أبو الشهداء : ١٥٤.
(٢) (سموّ المعنى في سموّ الذات) أو أشعّة من حياة الحسين عليهالسلام : ١٢٦ ـ ١٢٧.