وقد ذكر بعض الباحثين معاني هذه الألفاظ يمكن مراجعتها في مظانّها(١).
كربلاء : الأرض المقدّسة :
لم تكن أرض كربلاء سوى صحراء قاحلة ، وبقعة جرداء ، معروفة عند أهلها بأسماء أو أوصاف متعدّدة ، ولم تكن لها خصوصيّة تذكر.
إلاّ أنّ هذه الأرض قد اقترنت بأعظم حادث وقع في دنيا الإسلام ، وأعظم رزية صَغُرت دونها الرزايا ، وأجلّ مصيبة ومأساة هانت دونها كلّ المصائب والمآسي في تاريخ الإسلام ، بل وفي تاريخ البشرية ؛ على طول تاريخها المديد ؛ إنّها مأساة الإمام الحسين عليهالسلام في قصّة استشهاده والكرام البررة من أهل بيته وصحبه ؛ حيث امتزجت تلك الدماء الطاهرة بأرض كربلاء ورمالها ؛ فاكسبتها قدسية وخلودا لا يزول مع تمادي الزمن ، وكرّ الدهور والأيّام.
يقول الكاتب المصري الكبير عبّاس محمود العقّاد في كتابه أبو الشهداء عن أرض كربلاء : «لو أعطيت حقّها من التنويه والتخليد لَحقَّ لها أن تصبح مزاراً لكلّ آدمي يعرف لبني نوعه نصيباً من القداسة ، وحظّاً من الفضيلة لأنّنا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب
__________________
(١) المرجع نفسه : ٢٦ وما بعدها ، وموسوعة العتبات المقدّسة : ٨ / ١٨ وما بعدها.