الديني المجاهد الشيخ أحمد بن فهد الحلّي إليها ...»(١).
ويعتبره كاتب آخر : «المؤسّس الأوّل للمركز المرجعي في مدينة كربلاء ، التي كانت قبل وفوده إليها ، مدينة عامرة بالعلماء والحركة العلمية ، ولكنّها لم تَرقَ إلى مستوى المركز المرجعي الذي يحمل ملامحه وشروطه الخاصّة»(٢).
وقد ترجمنا لابن فهد ترجمة مختصرة ضمن علماء الحلّة ، ونضيف هنا ، بأنّ مصادر ترجمة ابن فهد الحلّي ـ وعلى كثرتها ـ لا تحدّد لنا بدقّة تاريخ هجرته إلى كربلاء من الحلّة ، رغم أنّ الأسباب لهذه الهجرة معلومة وقد أشرنا إليها في نهاية بحثنا عن مدرسة الحلّة في دور أُفولها والتي كان سببها الرئيسي هو الاضطرابات السياسيّة التي سبّبت إلى انعدام الأمن في الحلّة.
ومهما يكن من أمر ، فإنّ هذا العَلم الفَذّ كانت له خدمات جليلة في حوزة كربلاء ، وذلك من خلال «مرجعيته الدينية التي تجاوزت حدود كربلاء والعراق إلى حدود الشام غرباً والخليج والجزيرة العربية جنوباً ... فألّف المسائل الشاميّات ، والرسائل البحرانيّات ...»(٣) ، أو من خلال الأسماء
__________________
(١) تراث كربلاء : ٢٤١.
(٢) كربلاء ودورها العلمي والمرجعي : ٦٤٠ ، ضمن بحوث كتاب دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري.
(٣) المرجع نفسه : ٦٤١.