علماء الطائفتين أخيراً تحت المسقّف المنصوب وراء ضريح الإمام (علي عليهالسلام) فكتبوا محضراً يشتمل على خمس مواد ...»(١).
لقد كان نادر شاه يريد أن يُنجح مؤتمر النجف بأيّة صورة ، ولهذا اتّخذ اجراءات كثيرة تكفل للمؤتمر هذا النجاح الظاهري ، فبعد انتهاء المؤتمرين من مؤتمرهم ابتهج كثيراً بذلك ، وحاول أن يجمعهم مرّة أخرى في مناسبة دينية «فأمر نادر شاه أن تقام صلاة الجمعة في جامع الكوفة ... وطلب من السويدي أن يحضر الصلاة لكي يسمع بإذنه مدح الصحابة من قبل خطباء الشيعة. وفي صباح يوم الجمعة ذهب الجميع إلى الجامع ، وصعد السيّد نصر الله الحائري فألقى خطبة أثنى فيها على الخلفاء الأربعة واحداً بعد الآخر ، كما أثنى على بقية الصحابة وأهل البيت ، ثمّ دعا السلطان العثماني ولنادر شاه من بعده».
ومن طريف ما ينقل في هذا المجال أنّ خطيب الجمعة (السيّد الحائري) «حين وصل في خطبته إلى ذكر الخليفة الثاني (عمر) كسر آخره ، مع العلم أنّ هذا غير جائز حسب قواعد النحو لأنّ اسم عمر ممنوع من الصرف ، ولا ندري هل أنّ الحائري فعل ذلك سهواً أم عن قصد؟ وقد امتعض السويدي من ذلك كُلّ الامتعاض واعتبر عمل الحائري دسيسة
__________________
(١) للتوسّع أنظر : (الحجج القطعية لاتفاق الفرق الإسلامية) وقد طبع الكتاب طبعة ثانية في القاهرة أيضاً عام ١٣٦٧ هـ بعنوان (مؤتمر النجف) مع مقدّمة وتعليقات لمحبّ الدين الخطيب.