صحّة نظريّاته ، فبناءً على هذا فإنّ الموضوع الأساسي لهذا البحث بل محور موضوعاته قد دار حول تفكيك الحقب الأساسية الأربعة في تاريخ التفسير الشيعي ، بحيث يمكن أن يكون كلّ واحد من هذه الحقب بمفسّريها ـ مع ما فيها من ظروف اجتماعية وعقائدية وسياسية ـ مدرسة متميّزة قائمة بذاتها تضمّ تحت لوائها مجموعة من العلماء والمفسّرين ذوي أصول وقواعد مشتركة نسبيّاً ، حيث إنّنا نرى مفسّري كلّ مرحلة من تلك المراحل يعملون على نمط واحد تقريباً ، وإنّهم يتّبعون في باب فهم القرآن وتفسيره مناهجاً وسنناً كلّية معهودة لديهم ويعملون وفقاً للأساليب المتّبعة في التفسير في عصرهم.
إنّ معلوماتنا في باب تاريخ تطوّر التفسير الشيعي وبالأخصّ في عهود الحقب الأولى قليلة جدّاً ، فبالقياس مع المطالعات في سائر مدارس البحوث التفسيرية فإنّ عدد المؤلّفات المرتبطة بالتفسير الشيعي تبدو قليلةً جدّاً ، ويبدو هذا الأمر جليّاً في المطالعات والبحوث باللّغات الأوربية بشكل أوضح ، حيث إنّه لم يلتفت أيّ محقّق في الغرب إلى هذا الموضوع قبل گلدتسيهر وكتابه مناهج التفسير ، ومن الطبيعي أيضاً أن گلديسهر قد خطى في هذا الطريق خطواته الأولى وفيها كثير من النقص والاشتباه ، علماً بأنّ البحوث التفسيرية في كتاب المطالعات القرآنية لـ : ونزبرو مع إعداده الفصل الرابع منه كانت منعطفاً في هذا المجال ، فإنّ هذا الكتاب كان يثير بأسئلته الجديدة جدلا في الوسط العلمي ، كما كان يلفت أنظار الجميع إلى مدى