سفارة السيّد الحائري واستشهاده :
ينقل الخوانساري قصّة سفارة السيّد نصر الله الحائري واستشهاده باقتضاب فيقول : «ولمّا دخل النّادر ـ أي نادر شاه ـ المشاهد المشرّفة في النوبة الثانية ، وتقرّب إليه السيّد ، أرسله بهدايا وتحف جليلة إلى الكعبة المعظّمة ، فأتى البصرة ومشى إليها من طريق نجد ، وأوصل الهدايا ؛ فأتى عليه الأمر بالشخوص سفيراً إلى سلطان الروم لمصالح تتعلّق بأُمور الملك والملّة ، فلمّا وصل إلى قسطنطينية وشي به إلى السلطان بفساد المذهب وأُمور أخرى ، فأحضر واستشهد فيما بين الخمسين والستّين يعني بعد الألف والمأة من هجرة سيّد النبيّين ، وقد تجاوز عمره الخمسين»(١).
إلاّ أنّ السيّد الأمين في أعيانه يذكر تفاصيل مؤتمر النجف عند ترجمة الشيخ علي أكبر الملاّ باشي ، الذي كان يدير المناظرات مع عبد الرحمن السويدي ، ويذكر في آخرها : «وأرسل الشاه بعد ذلك نصر الله الحائري ليكون إماماً في مكّة المكرّمة ، وأرسل معه هدايا إلى شريف مكّة ، فحاول أهل مكّة قتله ، ثمّ جاءه الأمر بالسفر إلى اسلامبول] هكذا [للسفارة بين الشاه والسلطان ، فاستشهد فيها ...»(٢).
وليس بين أيدينا معلومات ضافية تحدّد بدقّة طبيعة مهمّة السيّد
__________________
(١) روضات الجنات : ٨ / ١٤٨.
(٢) أعيان الشيعة : ٨ / ١٧٥. ومعادن الجواهر : ٢ / ١٩ وما بعدها.