الحائري إلى مكّة ، وبعدها إلى اسطنبول ، وما هي ردود الفعل التي واجهها في مهمّته؟ وما هي نوع التهم التي استشهد من أجلها؟
والذي يبدو أنّ الحائري قد سبقته الوشايات المغرضة ، ولا يُستبعد ـ كما يقول الدكتور علي الوردي ـ أن يكون للشيخ عبد الله السويدي يد في ذلك ، إذ إنّه كتب في ختام مذكّراته عن المؤتمر قائلاً : «فلأجل هذا الذي حدث عزمتُ على الحج ، اللّهم يسّر ذلك»(١).
وأمّا عن مصير جثمانه ومحلّ دفنه فينقل الدكتور الوردي : «عن الدكتور مرتضى نصر الله ـ وهو من سلالة الحائري ـ إنّه حدّثه عن الرواية التي تناقلتها الأُسرة حول مصير جدّهم هي أنّه مات من جرّاء وضع السمّ له في الطعام ، غير أنّ جنازته شيّعت تشييعاً رسميّاً ودفن في قبر لائق به ، ولا يزال قبره قائماً ، وقد نصب عليه شبّاك تتبرّك به النساء ، وينذرون له النذور»(٢).
وهكذا مضى السيّد الحائري إلى ربّه شهيداً في غربة عن أهله ووطنه كما مضى السلف الصالح من العلماء الشهداء ، بسبب الدسائس والتهم الباطلة التي حيكت ضدّهم.
إلاّ أنّ السيّد نصر الله الحائري لم ينقطع ذكره في حوزة الإسلام كربلاء ،
__________________
(١) لمحات اجتماعية : ١ / ١٤٠ عن مذكّرات السويدي : ٢٩ ، وأنظر : كتاب مؤتمر النجف للسويدي : ١٠٦ ، طبعة دار طيبة الرياض ، الطبعة الثالثة ، ١٣٩٣ هـ.
(٢) المرجع نفسه : ١ / ١٤١ وتجد بعض التفاصيل في هامش الصفحة نفسها. كما أنّ المحامي عباس العزّاوي له بعضه التفاصيل الأُخرى في كتابه تاريخ العراق بين الاحتلالين : ٥ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.