وبقي خالداً من خلال آثاره العلمية ، وقصائده الولائية ، بالإضافة إلى من تتلمذ عليه من طلاّب العلم والمعرفة ممّن واصلوا مسيرة أُستاذهم رحمة الله تعالى عليه(١).
حوزة كربلاء في دورها الثاني :
دور التوسّع والازدهار والكمال العلمي :
لقد سارت الحركة العلمية في كربلاء سيراً حثيثاً ، وحقّقت حوزتها العلمية فتوحات علمية على يد العلماء والفقهاء الكبار الذين تعاقبوا على التدريس والإفادة فيها.
ولم تنقطع حركة العلم في هذه الحوزة المباركة بفقدان مدرِّسها الأوّل السيّد نصر الله الحائري رضياللهعنه ، إذ واصل تلامذته مسيرة أُستاذهم العلمية ، إلاّ أنّنا لم نعثر على علماء لهم شهرتهم العلمية بعد عصر الحائري ، حتّى حلَّ في كربلاء الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق ، ثمّ حلّ فيها الأُستاذ الوحيد البهباني ، وهما من كبار الفقهاء ومن جهابذة الفقه والأُصول.
وبهذين العلمين الفذّين وتلامذتهما اللامعين دخلت حوزة كربلاء (دورها الثاني) وهو دور (التوسّع والازدهار والكمال العلمي) ، بل إنّها أصبحت الحوزة الرئيسية للشيعة خلال هذه الحقبة الزمنية ، بعد أن
__________________
(١) أنظر : أعيان الشيعة : ١٠ / ٢١٤ وما بعدها.