وانفرد الشيخ الفقيه البحراني رحمهالله عن أسلافه من علماء الأخبارية من خلال تطبيق منهجه في كتابه القيّم الحدائق الناضرة وإن لم يقدّر له أن يدوّنه بشكل نظري متكامل ومستقلّ كما صنع الأسترآبادي في الفوائد والفيض الكاشاني في جملة من مؤلّفاته التي كرّسها لتفنيد المنهج الأصولي وتأييد المنهج الأخباري مثل الأصول الأصيلة وغيرها ، أو كما فعل العامليّان الشيخ الحرّ والشيخ حسين في هداية الأمّة وهداية الأبرار وغيرها من المؤلّفات.
إلاّ أنّ الخطوط العامّة للفكر الأخباري عند الفقيه البحراني رحمهالله مبثوثة في كتابه القيّم الدرر النجفية فإنّه رحمهالله أفاض الكلام في المسائل الخلافية التي بين المجتهدين والأخباريّين ، وبيّن رأيه في كلّ مسألة مع إقامة البرهان عليه(١). كذلك الأمر في المقدّمات الإثنتي عشر التي قدّمها لكتابه الحدائق الناضرة.
وباستطاعة الباحث استخلاص المنهج النظري للفقيه البحراني رحمهالله وبكلّ خطوطه وقواعده من خلال كتاب الحدائق.
أمّا منهجه واختلافه عن منهج من سبقه من أعلام الأخبارية في المرحلة الأُولى أمثال الأسترآبادي ، والكاشاني ، والعامليّين ، فيمكننا أن نلخّصه بما يلي(٢) :
أوّلاً : في ظواهر القرآن الكريم :
__________________
(١) انظر الدّرر النجفية : ٨٧ ، الهامش رقم ٩.
(٢) انظر : تاريخ التشريع الاسلامي : ٤٤٥ ـ ٤٤٩ ، حيث استفدنا منه في بيان الخطوط العامّة لهذا المنهج ، بتلخيص وتصرّف في بعض العبارات.