«عصر الكمال العلمي»(١).
وقد أصبحت مدينة (كربلاء) بفضل وجود هذا العَلَم وفي عصره عاصمة من العواصم العلمية التي ضاهت مراكز العلم الشيعية الأُخرى ، وبقيت محافظة على مركزها العلمي قرابة قرن من الزمن ، وذلك بعد وفاة محمّد شريف المازندراني عام (١٢٤٥ هـ) الذي قيل إنّ حضّار درسه كانوا يقاربون الألف طالب(٢).
يقول الشيخ الطهراني في ترجمة الوحيد في الكرام البررة :
«لمّا ورد المترجم كربلاء المشرّفة قام بأعباء الخلافة ، ونهض بتكاليف الزعامة والإمامة ، ونشر العلم بها ، واشتهر تحقيقه وتدقيقه ، وبانت للملأ مكانته السامية ، وعلمه الكثير ، فانتهت إليه زعامة الشيعة ورئاسة المذهب الإمامي في سائر الأقطار ، وخضع له جميع علماء عصره ، وشهدوا له بالتفوّق والعظمة والجلالة ، ولذا اعتبر مجدّداً للمذهب على رأس هذه المائة ، وقد ثنيت له الوسادة زمناً ، استطاع خلاله أن يعمل ويفيد ، وقد كانت في أيّامه للأخبارية صولة وكان لجهّالهم جولة ، وفلتات وجسارات وتظاهرات أُشير إلى بعضها في منتهى المقال وغيره ، فوقف المترجم آنذاك موقفاً جليلاً كسر به شوكتهم ، فهو الوحيد من شيوخ الشيعة الأعاظم ، الناهضين بنشر العلم
__________________
(١) انظر : المعالم الجديدة : ٨٨.
(٢) انظر : مقدّمة محمّد رضا المظفّر على كتاب جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام : ١ / ٩.