وإنّما شملت علماء وفضلاء من أقطار أُخرى ، يمكن أن نشير إلى نماذج منهم والأقطار التي هاجروا منها إلى مدينة الحلّة :
١ ـ الآملي ، حيدر بن عليّ العبيدي الحسيني :
قال صاحب الروضات : هو من أجلّة علماء الظاهر والباطن ، وأعظم فضلاء البارز والكامن ، ذكره ابن جمهور الأحسائي فقال : الفقيه العارف المشهور بعنوان السيّد العلاّمة المتأخّر صاحب الكشف الحقيقي. أصله من آمل طبرستان ، وهي كما في وفيات الأعيان .. مدينة عظيمة من قصبة طبرستان»(١).
هاجر المترجم له إلى الحلّة لتلقّي العلوم على علمائها لأنّها كانت يومئذ أعظم جامعة إسلامية ، فصحب فخر المحقّقين ابن العلاّمة الحلّي ، ونصير الدين القاشاني المعروف بالحلّي(٢).
والمترجم له من الفلاسفة ومن أصحاب النظريّات في فلسفة الإشراق وله آراء خاصّة سطّرها في كتبه ومؤلّفاته ، وخاصّة كتابيه جامع الأسرار ومنبع الأنوار ، وشرح النصوص .. بالإضافة إلى كتابه في تفسير القرآن.
٢ ـ الشيخ محمود الحمصي :
هو سديد الدين محمود بن عليّ بن الحسين الحمصي الرازي ، وهو الشيخ الورع الثقة ، والذي كان أعلم أهل زمانه في الأُصولين. وهو صاحب
__________________
(١) مقدّمة المهذّب البارع ١ / ٢٧.
(٢) تاريخ الحلّة ٢ / ١٢٣.