خلال الدعوة العبّاسية ، بل يعدّ من المقرّبين للخلفاء العبّاسيّين ، للجهود الكبيرة التي بذلها خلال المراحل المختلفة من الدعوة ، فلذلك ولي عدّة مناصب إدارية خلال العصور المبكّرة من نشأة الدولة.
ثالثاً : لم تنتهي علاقة آل يقطين بوفاة عميدها موسى ، بل استمرّت هذه العلاقات إذ كان ولده من المقرّبين للخلفاء العبّاسيّين وخاصّة خلال عهد المهدي والهادي وهارون الرشيد الذي تولّى لهم مناصب عدّة كديوان زمام الأزمة وديوان البسر والخاتم ، ومن المحتمل نتيجة لولائه المطلق للعلويّين بصورة عامّة ، ولأئمّة أهل البيت بصورة خاصّة ، عزل خلال عصر هارون ، ليتّجه نحو المسار الفكري.
رابعاً : مالت أسرة آل يقطين وخاصّة بعد وفاة علي ، ميلاً كاملاً عن شؤون السياسة والإدارة ، والسير في طريق لا يلتقي من قريب أو بعيد مع ما كانت عليه مسبقاً ، ويبدو أنّ ما كان يتعرّض إليه عليّ بن يقطين من مضايقات وصدامات مستمرّة ، جعلها تقتفي خطّاً واحداً فقط هو الريادة الفكرية والانتهال من علوم أهل البيت عليهمالسلام ، وقد برز من هذه الأسرة عدد من الأعلام ، منهم ولدا عليّ بن يقطين هما الحسن والحسين ، اللذان عاصرا الإمام موسى ابن جعفر وعليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام ، وقد برز كذلك من هذه الأسرة القاسم ابن الحسن بن عليّ بن يقطين ، وكانت الموارد الفكرية التي ذكرتها عنهم المصادر في أبواب مختلفة من الفقه ، والنبوّة ، والإمامة ، والعقيدة ، والأخلاق ، وبعض سير وأخلاق أهل البيت عليهمالسلام.