ذرّ عند ساحل (الصرفند) ـ أي بيروت ـ وتواتره(١).
كما يذكر السيّد محسن الأمين أنّ خبر نفي أبي ذرّ إلى قرى الشام وجبل عامل وإن لم يرد به خبر مسند إلاّ أنّه قريب غير مستبعد ، ويؤيّده وجود مسجدين في جبل عامل باسمه في كلّ من (ميس) و (الصرفند) ، وهذه الأمور يستأنس بها لتشيّع أهل جبل عامل على يد أبي ذرّ وتورث الظنّ بذلك وإن كان لا يستطيع الجزم به(٢).
بينما يخلص بعض الباحثين إلى أنّ الروايات الواردة حول الموضوع لا تعني أنّ إخراج أبي ذرّ الأوّل إلى الشام كان نفياً ، كما لا يصادق على كون معاوية قد استقدمه إلى الشام ثمّ خرج إلى قراها(٣) ، وقد أيّده في هذا باحث آخر إذا اعتبر أنّه قدم إلى الشام في المرّة الأولى بملء إرادته ، وأكّد على أنّ من المقبول القول : أنّه كان في جبل عامل بعد أن تمّ رصده في طرابلس وبيت المقدس وفقاً لمصادر تاريخية ، ولكنه في الوقت نفسه يميل إلى اعتبار ارتباط التشيّع في جبل عامل بأبي ذرّ أقرب إلى الأُسطورة منه إلى الحقيقة التاريخية ، كما لم يصادق على ارتباط تشيّع أهل جبل عامل بأبي ذرّ بعض الباحثين الآخرين(٤).
ويتابع الشيخ الحرّ العاملي حديثه : «قامت بعد ذلك جماعات قليلة من
__________________
(١) بيروت ودورها الجهادي من الفتح الإسلامي حتّى نهاية العهد العثماني : ٩ ـ ١٠.
(٢) موسوعة محمّد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ١ / ٨٥.
(٣) نفس المصدر ١ / ٨٥.
(٤) نفس المصدر ١ / ٨٥ ـ ٨٦.