وقد يشترط (المجيز) على المجاز أن تكون هذه الإجازة بتنفيذ الشرط ، وغالباً ما كان الشرط متعلّقاً بالدعاء للشيخ كما في النصِّ الآتي : « ... مشترطاً عليكما دامت النعم الإلهية لديكما ـ ما اشترط علىّ من سلوك سبيل الاحتياط في العلم والعمل ، لتأمنا بذلك الوقوع في مهاوي الخلل والزلل ، وأن لا تنسياني من الدعاء في الحياة وبعد الممات ، سيّما في مظانّ الإجابات ، وأعقاب الصلوات ، وأن تتحفاني بعد الممات بإهداء القربات والطاعات كما كنتما في حال الحياة تمدّاني بالصلاة والعطيّات»(١).
من خلال النصّ السابق يتّضح مدى تركيز رجال الفكر في البحرين على الجانب الأخروي ؛ إذ أنّ اشتراط الدعاء ، تأكيد على الثواب الذي يرجو الشيخ الحصول عليه في الحياة الآخرة.
أمّا خاتمة الإجازة فالمعتاد أن يؤرّخ لهذه الإجازة بذكر اسمه وقد يذكر المكان الذي أجاز فيه ، وتأريخ الإجازة الذي قد يكون مثبتاً فيه اسم اليوم والشهر والسنة بالتاريخ الهجري ، كما في النصّ : «كتب العبد الفقير إلى ربّه الكريم يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني بتاريخ اليوم الحادي عشر من شهر ربيع المولود من السنة الثانية والثمانين بعد المائة والألف من الهجرة النبوية [٢٦ يوليو / تموز ١٧٦٨م] ، على مهاجرها وآله أفضل الصلاة والسلام والتحية ، حامداً مصلّياً مسلّماً مستغفراً ، وكان ذلك في كربلاء المعلّى ، في جوار سيّد الشهداء ، وإمام السعداء ، عليه وعلى آبائه وأبنائه
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٤٣٣.