حضور أدب الإجازة في المدوّنات التاريخية المحلّية :
جسّد أدب الإجازة العلمية أحد التقاليد الثقافية العريقة لدى علماء البحرين ، فلا تجد عالماً من علماء هذا البلد إلاّ وله إسهام في هذا اللون من النشاط العلمي ، إمّا مجازاً أو مجيزاً ، وقد ضمّن العلاّمة المجلسي (ت ١١١٠ هـ / ١٦٩٨م) كتابه بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار بعضاً من إجازات علماء البحرين والذي جمع فيه كلّ ما وصل إلى يده من نصوص هذه الإجازات ، كما أورد الشيخ أقا بزرك الطهراني نحو (٣٩) إجازة لعلماء البحرين(١).
ولقد أفرد بعض العلماء كتباً مستقلّة للإجازات جمعوا فيه ما اطّلعوا عليه منها ، ومن هؤلاء العلماء السيّد علي بن طاوس (ت ٦٦٤ هـ / ١٢٦٦م) والشيخ الشهيد محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي (ت ٧٨٦ هـ / ١٣٨٤م) والشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن عليّ الجباعي العاملي (ت ٩٦٥ هـ / ١٥٥٨م)(٢).
وتبرز أهمّية الإجازة العلمية بوصفها وثيقة تاريخية تنطوي على أهمّية بالغة إذا ما لاحظناه أنّ المجتمعات الإمامية في منطقة إقليم البحرين القديم على اتّساعها لم تشهد استقراراً سياسيّاً يمكّنها من ترتيب وضعاً إداريّاً يسمح بإيلاء الجوانب الثقافية والأدبية والفكرية أهمّيتها التي تستحقّها في حياة
__________________
(١) الذريعة ١/١٤١ ـ ٢٦٦.
(٢) الذريعة ١/١٢٣.