ولقد كان للرحلة العلمية ارتباط وثيق بالحصول على الإجازة ، إذ يتحمّل طالب العلم رحلة قد تستغرق سنوات طويلة من أجل الحصول على الإجازة من بعض الشيوخ المشهورين ، وقد قصد الشيخ الماحوزي إصفهان من مقرّ إقامته المؤقّتة في جهرم بجنوب إيران لكي يلتقي بالعلاّمة المجلسي ، وقد استجازه فأجازه في سنة (١١٠٧ هـ)(١).
وفي العام (١١٠٩ هـ) هاجر الماحوزي إلى إيران ووصل إلى (بندر كنك) من توابع (لار) ، وهناك استجاز منه تلميذه الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي ، فأجازه في شعبان من العام نفسه.
فضلاً عن ذلك فإنّ المناسبات الدينية وزيارة العتبات المقدّسة وموسم الحجّ كانت ذات أثر كبير في الحصول على إجازة وتبادلها بين العلماء والمشتغلين بطلب العلم الديني.
ويلجأ بعض العلماء تأسّياً بسلفهم الصالح كالعلاّمة والشهيدين والشيخ البهائي وشيخ الطائفة والشريف الرضي وغيرهم في الاستجازة من غير علماء الإمامية من علماء فرق المسلمين كالشوافع والموالك والأحناف والحنابلة والظاهرية والزيدية(٢).
وكما هو واضح ممّا سبق يمكن الاستفادة من الإجازات ونصوصها ، لكونها مادّة تاريخية مهمّة جدّاً في الدراسة وهو صلب ما نحاول مناقشته في هذا البحث.
__________________
(١) فهرست علماء البحرين : ٢٥.
(٢) المرعشي النجفي : الإجازة الكبيرة : ٢٤٩.