والاجتماعية من حياة مجتمع البحرين بعيداً عن الاهتمام بالجوانب الثقافية ورصد الظواهر الإنسانية.
٤ ـ تقدّم هذه المدوّنات العلمية المحلّية تاريخاً موازياً للتاريخ الرسمي ، تاريخ يكتبه المهمّشون بلغة أهل العلم ، المبرّؤون من أطماع الساسة وأهواء أهل السلطة وحساباتهم الخاصّة القائمة على مبدأ المغالبة وصراع الإرادات الدامي.
وسنحاول هنا الكشف عن مدى استفادة المؤرّخين البحرانيّين المتأخّرين من أدب الإجازة العلمية بوصفها وثيقة تاريخية يمكن الاستفادة منها في الكتابات التاريخية ، وسنختار مدوّنتين تاريخيّتين تمثّلان أنموذجاً ملائماً لإيضاح الفكرة التي نحاول إبرازها ، وهذان العملان هما :
كتاب الذخائر في جغرافيا البنادر للشيخ محمّد عليّ آل عصفور (ت ١٣٦٥هـ / ١٩٤٥م)(١) وكتاب منتظم الدرّين في تراجم أعيان الأحساء القطيف والبحرين للمؤرّخ الأديب الحاج محمّد عليّ التاجر (ت ١٣٨٧هـ / ١٩٦٧م).
أوّلاً : الذخائر في جغرافيا البنادر للشيخ العصفور :
تنوّعت مصادر كتاب الذخائر للشيخ محمّد عليّ العصفور ، فنلاحظ أنّه
__________________
(١) الذريعة ١٨/٨١ برقم (٧٧٢). يقول الشيخ الطهراني : «رأيته عند الشيخ حسين القديحي».