٣ ـ من خلال تتبّع المصادر يمكن ترميم أجزاء من التراث المفقود ، وبذلك نحصل على رؤية أفضل بشأن مضمون هذه الكتب.
٤ ـ إنّ معرفة مصادر الروايات المسندة تحظى في المباحث الحديثية بأهمّية قصوى ، إذ من خلال ذلك يمكن لنا أن نخطو خطوات واسعة في التعرّف إلى التحريفات والتصحيفات الواقعة في الأسانيد ، وتمييز المشتركات الواقعة فيها ، ورفع الإبهامات الموجودة في الأسانيد وما إلى ذلك ، إلاّ أنّ هذا المقال لا يستوعب التفصيل في هذا البحث.
٥ ـ هناك مباني رجالية هامّة لا تحتاج إلى بحث في طرقها إلى الكتب ، ومن هنا يغدو العثور على الطرق في الأسانيد هامّاً للغاية.
٦ ـ هناك توجّه عند المستشرقين عموماً ، وهو أنّهم يرجعون تاريخ أيّ مقولة أو نظرية تصلهم إلى تاريخ الحقبة الزمنية التي دوّنت بها تلك المقولة ، وبغضّ النظر عن الإشكالات المبنائية الهامّة الواردة على هذا التوجّه الناشئ عن عدم معرفة ماهية السند ودوره في المستندات التاريخية ، إلاّ أنّ هذا التوجّه على كلّ حال ألقى بظلاله على الطبقة المثقّفة وعلى الجامعيّين من ذوي الاختصاص في العلوم الإنسانية ، وطبقاً لهذا التوجّه فإنّ العثور على المصادر المدوّنة لكتاب ما يمكنه أن يدفع بتاريخ تلك المقولة إلى أعوام وربّما قرون من تاريخها الواقعي ، ممّا يضفي تأكيداً على أصالة تلك المقولة.
وبناءً على هذا تمّ ترتيب هذا المقال على ثلاثة أقسام ، على النحو الآتي :