الوقت وهي لا تجتمع مع أظهر حكم من أحكام الإسلام كيف وقد قال الله تعالى : (لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إلاّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاض مِنْكُمْ)(١) ، وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : (الناس مسلّطون على أموالهم وأنفسهم)(٢) ، وقال أيضاً : (لا يحلّ مال إمرء إلاّ بطيب نفسه)(٣) ، وعليه فهي من الكبائر المتوعّد عليها النار ، وأيّ كبيرة أعظم من الخروج عن الدين واتّخاذه لعباً ولهواً وقد قال الله عزّ وجلّ : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(٤) ، وأمر نبيَّه(صلى الله عليه وآله) بالإعراض عن مثل هذا الدين في قوله تعالى في سورة الأنعام : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة النساء : ٢٩.
(٢) اعلم أنّ قوله : (الناس مسلَّطون على أموالهم وأنفسهم) ـ كما اشتهر في ألسنة الفقهاء وعنون في كتبهم ـ لم نجده في الكتب الحديثيّة ، لا من طريق الخاصّة ولا من طريق العامّة ، نعم نقل مرسلاً عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله في عوالي اللآلي من دون لفظة : (وأنفسهم) فراجع العوالي ج ١ ص ٢٢٢ وص ٤٥٧ وج ٢ ص ١٣٨ وج ٣ ص ٢٠٨ ، وقد ذكر الشيخ الأنصاري أنّه لم يثبت لفظة : (وأنفسهم) ويفهم منه أنّ أصله في الجملة قد صدر عنه صلّى الله عليه وآله (والله العالم). ويمكن أن يقال : إنّ صاحب العوالي رحمهالله قد ذكر في مقدّمة كتابه كيفيّة إسناده وروايته لجميع ما هو ذاكره في ذلك الكتاب ثمّ ذكر طرق نسبته إلى العلاّمة رحمهالله ثمّ ذكر إسناد العلاّمة إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمهالله ثمّ ذكر إسناد الشيخ إلى المعصومين بل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فيصير جميع روايات العوالي مسندة ، فتأمّل. (ينظر : تقريرات بحث البروجردي للاشتهاردي : ١٨١ هامش)
(٣) سنن الدارقطني ٣ : ٢٢ ح ٢٨٦٢.
(٤) سورة آل عمران : ٨٥.