على أرض العراق من جرّاء تحكّم الجبابرة الطغاة علينا ، وإهمال المكتبة من الورثة والآل وغيرها من الأسباب التي يطول سردها هنا.
قال العلاّمة السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم رحمهالله ، ما نصّه : «... ولكنّه ـ ويا للأسف ـ أصبحت بعد وفاته ضحية العواطف والأهواء لا ينتفع بها ، ولا يمكن أن يطّلع عليها أي إنسان ، مبعثرة غير منظّمة»(١).
فقسم منها ـ من المخطوطات ـ انضمّ إلى حرم أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومن المحتمل أنّ السبب في ذلك هو السيّد حسين الرفيعي كليدّار حرم أمير المؤمنين عليهالسلام حينئذ إذ تنتسب إليه زوجة صاحب المكتبة فهي ابنة السيّد حبيب الرفيعي ، وهو الأكبر منها ، ومن ثمّ انتقل إلى دار صدّام للمخطوطات في بغداد لأسباب غامضة ولسنوات عديدة تجاوزت الثلاثين عاماً (حدود ١٤٠٠ ـ ١٤٣٠هـ) وقد انتقل الكثير من مكتبات النجف الأشرف إلى ذلك المحلّ حينها بالغصب والشراء ، وقسم آخر منها ذهب إلى مكتبة مرجع الطائفة في حينها السيّد أبي القاسم الخوئي ـ قدسسره ـ ، وبعد أن أوكل الأمر إلىّ في جمع النسخ المتبقّية من المكتبة والموجودة في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة كلّ من السيّد فاضل آل بحر العلوم والسيّد جواد الخوئي ـ حفظهما الله ـ وجدت فيها ستّ نسخ فقط لا غيرها ؛ وذلك لكون المكتبة الأخيرة تعرّضت في سنة (١٩٩١م) إلى اعتداء آثم لا يغتفر في حقّ التراث الإسلامي ، وكما سمعت أن قسماً آخر منها صار في مكتبة أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقسماً آخر منها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مقدّمة الفوائد الرجالية : ١/ ١٩٣.