ومن الرَّسائل التي وَرَدَتْ لهُ ، ما كتبَهُ إليه سري باشا : «أيُّها الحبيب الذي رفعت فوق السِّماك معاني مناقبه ، والخليل الذي نصبت على كاهل الثُّريَّا مناصب مراتبه ، والفاضل الذي تبوَّأ قنَّة الجوزاء فضلا وكمالا ، ورقَى إلى عنان السَّماء مجدًا وأفضالا ، لقد وردني من تلك الحضرةِ كتابٌ أتحفني بأنواعِ المسرَّة ، حيثُ كانت دُرر عباراته زينة لنحورِ الأُدباء ، وغُرر لطائِفهِ بهجة لعُيونِ بصائرِ الأَلِبَّاء ، وكان أهنأ ما لدىَّ وآمن ما علىَّ ، بشارتي بوصولكم بالصحَّةِ لمشهد قرَّة كلّ عين حضرة سيِّدنا ومولانا الإمام الحسين صلَّى الله تعالى على جدِّهِ وعلى أبيهِ وعليهِ ، ما حنَّ مُشتاقٌ في البسيطةِ إليهِ ، وشكرتُ فضلكُمْ في أدعيتكم الخيريَّةِ في هاتيك الحضرة المقدّسة العليَّة ، وقد أحطتُ خبرًا بما ذكرتُم من القيل والقال ، وستكون العاقبةُ بحولهِ تعالَى على أحسن منوال ، ولا زلتَ بخير مدَى الأيَّام ، وعليكَ مِنِّي أيُّها الشيخ أتمّ السَّلام»(١).
ومِمَّنْ كَاتَبَهُ ورَاسَلَهُ الأديب السَّيِّد محمود شكري الآلوسىُّ (ت ١٣٤٢هـ) ، وقَالَ في حَقِّهِ : «يا عُمدَةَ الفُضَلاءِ ، وعهدة مطارح الأدباء ، منُّوا بإنجاز الوعد ، ومثلكم مَنْ يسبِّح من غير رعد ، وإذا تفضّلتم بجمع الكراريس فتلك نِعمةٌ لا يقوم لها لسان القلم ، ولا تسعها بطون القراطيس ، حيث إنَّ ابنَ الجميل في هذا اليوم مترقب الورود ؛ فلعلّنا نفوزُ بِحَولِهِ تَعَالى بِحُصُولِ المَقصُودِ ، وعلى كُلِّ حال أنتُم أهل الفضل والأفضال...».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ٢/١٧٣ ـ ١٧٤.