[٦]
قالَ مُقرِّظاً (بديع النظام تخميس سجع الحمام) لملاّ عُثمان العمرِيّ الفاروقيّ(١) :(٢) من [البسيط]
للّهِ دَرُّكَ يَا عُثمَانُ جِئتَ بِمَا |
|
أَضَاءَ فِي الطِّرسِ مثل الأنجُمِ الزُّهرِ |
مِنْ كُلِّ لفظ فَصِيح صُغتَهُ حِكَماً |
|
وَكُلِّ مَعنًى بَلِيغِ الفِكْرِ مُبتَكرِ |
بدع النِّظامِ على سجعِ الحَمَامِ سَمَا |
|
على الدَّرَارِيِّ في الآفَاقِ لا الدُّرَرِ |
بديعُ نَظْم ، لَوِ النَّظَّامُ طالَعَهُ |
|
رَنَا لِطَفرَتِهِ في عَينِ مُحتقرِ |
أَو البَدِيعُ رَآهُ لازدَرَى كملا |
|
مَا في المَقَامَاتِ مِن أَلفَاظِهِ الغُرَرِ |
حَكَى بِسبكِ المَعَانِي رَوضَةً أُنُفاً |
|
مَشْحُونَةً بِصُنُوفِ الوَردِ والزَّهرِ |
لاحتْ لَنَا فِي سَمَا القِرطَاسِ مُشرِقَةً |
|
وَلا كَإِشرَاقِ ضَوءِ الشَّمْسِ والقَمَرِ |
يكادُ مِنْ طرَب مَنْ ظلَّ يَسمَعُهَا |
|
يَمِيسُ نَشْوَانَ لا يَصحُو مَدَى العُمُرِ |
كَمْ جَادَ طَبعُكَ يا ذا المَجدِ في مِدَح |
|
للمُصطَفَى وبَنِيهِ صَفوَةِ البَشَرِ |
وكمْ نَظَمتَ لهُمْ عَذرَا(٣) مُحَبَّرَةً |
|
تَختَالُ كالخَوْدِ بَينَ الحِبرِ وَالحَبَرِ |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوىّ الموصلي ، وُلِدَ في الموصل سنة (١٢٧٠هـ) ، وكُفَّ بَصَرُهُ صَغيرًا ، وانتقل إلى بغداد ، زار دمشق والقسطنطينية ومصر ، كان عالماً بفنون الموسيقى ، وعليهِ دَرَسَ سَيِّد درويش ، وكانت له مواقف وطنية محمودة في الثورة العراقية ، تُوُفِّيَ في بغداد سنة (١٣٤١هـ). ترجمتهُ في : الأعلام ٤/٢٠٩.
و (سجع النظام) منظومة . إيضاح المكنون ٣/١٧٢.
(٢) مجموعة أدبية رقم ١٩٨ ، غير مرقَّمة الصَّفَحَات.
(٣) عذرا : عذراء ، ولم ترد الهمزة لضرورة الوزن ، وعنَى بها : القصيدة.