ويكفي في فضله أنّه أنجب فقيهاً قديراً بقامة (فخر المحقّقين) نجله ونشّأ جيلاً اجتهاديّاً نظراء الشهيد الأوّل ، وقد خلّف آثاراً قيّمة منها :
ـ تذكرة الفقهاء.
ـ القواعد.
ـ منتهى المطلب في تحقيق المذهب.
ـ المختلف.
والذي يهمّنا هنا في مبحثنا هذا هما : التذكرة والمختلف ، فالتذكرة من أضخم كتب الإمامية في الفقه الاستدلالي المقارن يبدء من الطهارة وحتّى كتاب النكاح ، أمّا كتاب المختلف فقد بحث فيه المسائل الخلافية بين فقهاء الشيعة بصورة مستقلّة ، أي أنّه (فقه مقارن) ضمن المذهب الإمامي ، فقد كثر الاختلاف العلمي بين فقهاء الإمامية نتيجة ابتعادهم عن عصر النصّ أو اختلافهم في فهم النصّ وتفاوتهم في الإيمان بسلامة بعض الروايات سنداً أو دلالة ، فكان لابدّ للفقيه من الإحاطة والاستيعاب بمختلف وجوه الرأي في المسألة الواحدة من أجل استنباط الحكم ، وكان كتاب المختلف من المحاولات الرائدة في جمع المسائل المختلف فيها بين علماء الإمامية(١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تقديم الروضة البهية ١ / ٧٨ ، وليد عبد الحميد الأسدي : مدرسة النجف وأبعادها العلمية والفكرية في العهد العثماني ، رسالة دكتوراه من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي : ١٠٥.