ابن مسلم الأزدي(١).
ونلحظ من خلال ما تقدّم أنّه قد ورد هذا الاسم بعناوين مختلفة ، لكن يمكن التمييز بينه وبين غيره من خلال رواياته التاريخية التي أخذت حيّزاً غير قليل من المصادر ، وبالأخصّ فيما يتعلّق بالأحداث السياسية المرتبطة منذ نزول الإمام الحسين عليهالسلام إلى أرض كربلاء وحتّى مقتل المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، إذ ورد ذكره في بعض النصوص ، ويمكن من خلال تتبّعنا لمرويّاته التاريخية أن نسير معها تزامناً مع التاريخ والأحداث وهي :
أوّلاً : روايته لبعض الأحداث التاريخية قبل نهضة الإمام الحسين عليهالسلام :
مثل الأحداث المرتبطة بواقعة صفّين ، وذلك ما نقله أبو مخنف عن إسماعيل بن يزيد عن حميد بن مسلم عن جندب بن عبد الله أنّ عليّاً قال للناس يوم صفّين : «لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوّة وأسقطت منّة وأوهنت وأورثت وهناً وذلّة ولمّا كنتم الأعلين»(٢).
نصّ هذه الرواية لا يعنينا كثيراً بقدر ما يتبع هذه الشخصية من تواجدها وتأثيرها في مجتمع الكوفة ، لكن الذي نلحظه من نصّ هذه الرواية هو أنّه لم يكن حاضراً في موقعة صفّين ؛ لأنّ الرواية أصلاً منقولة بواسطة جندب بن عبد الله ، لكن يمكن القول أنّ الجذور الأولى لورود اسم حميد بن مسلم في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الرسل والملوك ٤/٣١١.
(٢) المصدر نفسه ٤/٤٠.