كتب التاريخ كراوي ارتبط أصلاً بواقعة صفّين ، على الرغم من أنّ كتب الرجال لم تحدّد لنا سنة ولادته فلذلك لا يمكن الجزم بعمره خلال هذه المرحلة.
ثانياً : راوية لواقعة كربلاء :
عدد روايات حميد بن مسلم بالنسبة لمجموع روايات واقعة كربلاء ، وما يرتبط بها ، يعتبر قليلاً نسبيّاً سواء من الناحية العددية أو الزمنية ، ويعدّ الطبري المصدر الأساس في نقل أغلب رواياته ، لكنها لا تتناسب مع حضوره الشخصي واطّلاعه على كثير من مجرياتها السابقة للمعركة ، أو خلال المعركة وما جرى بعدها.
من جانب آخر فقد حاول حميد بن مسلم من خلال بعض مرويّاته التي ذكرتها المصادر وبالأخصّ الطبري أن يسجّل لنفسه مواقف إيجابيه اتّجاه ما جرى في هذه الواقعة ، إذ نراه يقف موقفاً حياديّاً ، أو يبعد نفسه عن كلّ شبهة قد تلصق له من قبل المؤرّخين ، بل نجده يبرّر أو يرفض بعض الأعمال التي انتهجها البعض خلال مسيرة المعركة.
بحيث صار ينقل لنا حواراً دار بينه وبين شمر بن ذي الجوشن في اللحظات الأولى من نشوب القتال : «قال : قلت لشمر بن ذي الجوشن : سبحان الله : إنّ هذا لا يصلح لك ، أتريد أن تجمع على نفسك خصلتين تعذّب بعذاب الله ، وتقتل الولدان والنساء ، والله إنّ في قتلك الرجال لما تُرضي به أميرك ، قال : فقال : من أنت؟! قال : قلت : لا أخبرك من أنا ، قال :