وخشيت والله أن لو عرفني أن يضرّني عند السلطان!...»(١).
لكن من خلال قراءتنا لهذه المحاورة لا يمكن الاستناد بكلّ ما جاء فيها وبالأخصّ فيما يتعلّق بمجهولية شخصيّته ، وكأنّه أراد أن يبيّن أنّه كان غير معروف للآخرين ، مع العلم ما سنذكره لاحقاً يبيّن لنا قربه من جميع قيادات الجيش ، بدليل نقله المباشر لكثير من الرسائل المتبادلة بين عبيد الله ابن زياد وعمر بن سعد وبالعكس ، سواء كان بالكوفة ، أو عند تواجده في كربلاء ، وهذا ما رواه هو عن لسانه ، إذ أرسله عمر بن سعد بعد انتهاء الواقعة ليبشّر أهله بالانتصار الذي حقّقه وبسلامته(٢).
فلذلك لا يمكن التسليم مطلقاً بكلّ ما نقله ، وهناك جملة من التوقّفات على أغلب محاور روايته ، وخاصّة أنّه عاش المرحلتين ، الكوفة خلال عهد الأمويّين ، والكوفة خلال عهد التوّابين ، أو عهد المختار ، الناقمين على قتلة الحسين عليهالسلام ، فلذا لابدّ أن تكون محاور روايته تأخذ هذا الطابع الإيجابي لأجل أن لا يطاله القصاص كما حصل للآخرين ، بل نراه يتزلّف سواء كان للتوّابين أو المختار وينقل الوقائع التي حصلت في الكوفة ويكون من المقرّبين لهم.
ويمكن أن نقف على موقف آخر ـ وهي بالتالي خاضعة لما تقدّم ذكره ـ وهو دوره كما نقل في التأثير على شمر بن ذي الجوشن لإقناعه بترك قتل الإمام عليّ بن الحسين عليهالسلام بعد مصرع الحسين عليهالسلام : «قال : انتهيت إلى عليّ بن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٤/٣٣٤.
(٢) المصدر نفسه ٤/٣٤٩.