بالقيء والإسهال.
وكانت عدّةُ أصحاب الشيخ قرب الثلاثين ، ولم يبتل بذلك بعضُهم لعدم الأكل وأنا كنتُ من جملتهم. وقد ابتلي منهم بالمرض قرب العشرين ، وبعضهم أشدّ من بعض ذلك لاختلافهم في مقدار الأكل من ذلك ، ونجا أكثرهم بالقيء إلاّ شيخنا ؛ فإنّه لمّا عرضت له حالةُ الاستفراغ أمسك شديداً حفظاً لبقيةِ الأصحاب عن الوحشة والاضطراب ، فبقاءُ ذلك الطعام في جوفه أثّر عليه كما أخبرني به بعد يومين من ورودنا كربلاء قال : «إنّي أحسُّ بجوفي قطعةَ حجر لا تتحرّك عن مكانها» ، وفي عودتنا إلى النجف عرض له القيء في الطريق لكنّه لم يجده ؛ وابتلي بالحمّى كان يشتدّ مرضُه يوماً فيوماً إلى أن توفّي في ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جُمادى الثانية (١٣٢٠هـ) ودُفن بوصيّة منه بين العترة والكتاب يعني في الإيوان الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة ، وكان يومُ وفاته مشهوداً جزع فيه سائرُ الطبقات ولا سيَّما العلماء ، ورثاه جمعٌ من الشعراء وأرّخ وفاتَه آخرون ؛ منهم : الشاعر الفحل الشيخ محمّد الملاّ التسترىّ المتوفّى في (١٣٢٢هـ) قال :
مَضى الحسينُ الذي تجسّد من |
|
نورِ علوم من عالَمِ الذرِّ |
قُدّس مثوىً منه حوى عَلَماً |
|
مقدّسَ النفسِ طيّبَ الذكرِ |
أوصافُهُ عطّرت فأنشقَنَا |
|
منهنَّ تأريخُهُ : (شذَى العطْرِ) (١) |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الشذا بالألف لا الياء. وعليه فالتأريخ ينقص تسعة. (منه).