يلقي ما ذكرناه على تلامذته الحاضرين تحت منبره البالغين إلى خمس مائة أو أكثر بين مجتهد أو قريب من الاجتهاد بـ : «أنّ الحجّةَ للمجتهد في عصرنا هذا لا تتمّ قبل الرجوع إلى المستدرك والاطّلاع على ما فيه من الأحاديث» انتهى.
هذا ما قاله بنفسه عندما وصل بحثُ : (العمل بالعام قبل الفحص عن المخصّص) ، وكان بنفسه يلتزم ذلك عملاً ، فقد شاهدتُ عملَه على ذلك عدّة ليال ، وفقتُ فيها لحضور مجلسه الخصوصي في داره الذي كان ينعقدُ بعد الدرس العمومي لبعض خواصّ تلامذته كالسيّد أبي الحسن الموسوي ، والشيخ عبد الله الگلپايگاني ، والشيخ علي الشاهرودي ، والشيخ مهدي المازندراني ، السيّد راضي الإصفهانىّ ، وغيرهم ، وذلك للبحث في أجوبة الاستفتاءات.
فكان يأمرهم بالرجوع إلى الكتب الحاضرة في ذلك المجلس ، وهي الجواهر والوسائل ومستدرك الوسائل ، فكان يأمرهم بقراءة ما في المستدرك من الحديث الذي يكون مدركاً للفرع المبحوث عنه ، كما أشرتُ إليه في الذريعة ج٢ ص١١٠ ـ ١١١.
وأمّا شيخنا الحجّة شيخ الشريعة الإصفهانىّ ، فكان من الغالين في المستدرك ومؤلّفه ، سألتُه ذات يوم ـ وكنّا نحضر بحثه في الرجال ـ عن مصدره في المحاضرات التي كان يلقيها علينا فأجاب : «كلّنا عِيالٌ على النورىّ» ، يشير بذلك إلى المستدرك. وكذا كان شيخُنا الأعظم الميرزا محمّد