[١٩] ـ وأهمّ آثاره المطبوعة ، وغير المطبوعة وأعظمها شأناً ، وأجلّها قدراً هو مستدرك الوسائل ؛ استدرك فيه على كتاب وسائل الشيعة الذي ألّفه المحدّث الشيخ محمّد الحرّ العاملىّ المتوفّى في (١١٠٤هـ) ، والذي هو أحدُ المجاميع الثلاث المتأخّرة ، وهذا الكتاب في ثلاث مجلّدات كبار بقدر الوسائل ، اشتمل على زهاء ثلاثة وعشرين ألف حديثاً جمعها من مواضيع متفرّقة ، ومن كتب معتمدة مشتّتة مرتّباً لها على ترتيب الوسائل ؛ وقد ذيّلها بخاتمة ذات فوائد جليلة لا تُوجد في كتب الأصحاب ، وجعل لها فهرساً تامّاً للأبواب نظير فهرس الوسائل الذي سمّاه الحرُّ بـ : مَن لا يحضره الإمام ، ولكن مباشرُ الطبع عمل جدولاً من نفسه للفهرست وكتب كلّ باب في جدول فأدرج كلّما يسعه الجدول من الكلمات ، وأسقط الباقي فصار الفهرسُ المطبوعُ ناقصاً.
وبالجملة ، لقد حظي هذا الكتاب بالقبول لدى عامّة الفحول المتأخّرين ممّن يقام لآرائهم الوزن الراجح فقد اعترفوا جميعاً بتقدّم المؤلّف وتبحّره ورسوخ قدمه ، وأصبح في الاعتبار كسائر المجاميع الحديثيّة المتأخّرة.
فيجب على عامّة المجتهدين الفحول أن يطّلعوا عليه ويرجعوا إليه في استنباط الأحكام عن الأدلّة كي يتمّ لهم الفحص عن المعارض ، ويحصل اليأسُ عن الظفر بالمخصّص ، حيث أذعن بذلك جُلّ علمائنا المعاصرين للمؤلّف ممّن أدركنا بحثَه وتشرّفنا بملازمته.
فقد سمعتُ شيخنا المولى محمّد كاظم الخراسانىّ صاحب الكفاية