وله في جمع الكتب قضايا ؛ مرّ ذات يوم في السوق ، فرأى أصلاً من الأصول الأربعمائة في يد امرأة عرضته للبيع ، ولم يكن معه شيءٌ من المال ، فباع بعضَ ما عليه من الألبسة واشترى الكتاب ، وأمثال ذلك كثيرٌ وهو سندٌ من أجلّ الأسناد الثابتة ليوم المعاد.
وكيف لا ، وهو خرِّيتُ هذه الصناعة وإمام هذا الفن ، فقد سبر غور علم الحديث حتّى وصل إلى الأعماق ، فعرف الحابل من النابل وماز الغثّ من السمين ، وهو خاتمةُ المجتهدين فيه ، أخذه عنه كلُّ من تأخّر من أعلام الدّين حجج الإسلام.
وقلّما كتبت إجازة منذ نصف قرن إلى اليوم ولم تصدر باسمه الشريف ، وسيبقى خالد الذكر ما بقي لهذه العادة المتّبعة من رسم ، وهو أوّل من أجازني وألحقني بطبقة الشيوخ في سنّ الشباب ، وقد صدرت عنه إجازات كثيرة بين كبيرة ومتوسّطة ومختصرة وشفاهية ذكرنا منها في الذريعة ج١ ص١٨١ ستّ إجازات ، وقد ترجمنا والده في القسم الأوّل من الكرام البررة ص٢٢٢.
ولشيخنا أربعة إخوة كلّهم أكبر منه :
١ ـ الفقيه الكبير الشيخ الميرزا هادي : اشتغل في النجف مدّةً طويلةً ، وعاد إلى بلاده بعد وفاة والده بسنين ، فصار مرجعاً للأمور ثلاث عشرة سنة إلى أن توفّي في حدود (١٢٩٠هـ) ، وخلّف ولده الميرزا مهدي.
٢ ـ العالم الحكيم الآغا ميرزا علي : كان فقيهاً فيلسوفاً انتهت إليه