الراوي ، علماً بأنّ النجاشي كان قد ولد عام (٣٧٢ للهجرة)(١) ، وعليه فإنّ طبيعة الأمور تقتضي أنّه التقى بمحمّد بن عليّ الشجاعي عندما كان صغيراً ، حيث لم يسمح له صغر سنّه بالاشتراك في مجالس الدرس والحديث(٢) ، وبناءً على ذلك يمكن اعتبار الشجاعي الأب كان حيّاً في حوالي عام (٣٨٠ للهجرة) كحدّ أدنى ، وأنّ وفاته كانت في هذه الفترة أو بعدها بقليل.
وقد جاء في بداية غيبة النعماني أنّ هذا الكتاب نقل برواية أبي الحسين محمّد بن عليّ البجلي الكاتب ، ثمّ جاء فيه : أنّ أبا عبد الله محمّد بن إبراهيم النعماني قد رواه له في حلب(٣).
ويبدو أنّ هذا الراوي هو نفسه راوية النعماني المعروف ، ويبدو أنّ (البجلي) هنا مصحّف عن (الشجاعي).
وقد جاء في مقدّمة غيبة النعماني قوله : «لم أعثر للنعماني على راوية آخر غير أبي الحسين محمّد بن عليّ الشجاعي الكاتب»(٤) ، ولكن كاتب هذه السطور بعد البحث الواسع في مختلف الكتب الرجالية والحديثية عثر على رواة آخرين للنعماني :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وقد ورد ما يشبه هذا الأمر في ترجمة هارون بن موسى التلعكبري (م : ٣٨٥) في رجال النجاشي ، ص ١١٨٤/٤٣٩. وانظر أيضاً : ص ١٠٢٨/٣٧٧.
(٢) غيبة النعماني ، ص ١٨ ، جدير ذكره أنّ هذا النصّ لم يرد في النسخة الرضوية.
(٣) غيبة النعماني (المقدّمة) ، ص ١٥.
(٤) فيما يتعلّق بدعاء السرّ ، انظر : مصباح المجتهد ، ص ٩٥ ، ٢٣٥ ، ٢٤٤ ، وكذلك : البلد الأمين ، ص ٢٨ و٦٤.