تلك الليلة بطولها(١) ، وكانت هذه الظاهرة من الغرابة حتّى اقترنت تسمية تلك السنة بها.
وقد حدثت هذه الظاهرة في (عام ٣٢٣ للهجرة) ، وليس في (عام ٣٢٩ للهجرة) كما ذكر النجاشي ، فما هو السبب الذي أوقع النجاشي في هذا الخطأ؟
وللإجابة عن هذا السؤال لا بدّ من تسليط الضوء على السنة التي جاء فيها عليّ بن بابويه إلى بغداد.
جاء في رجال الشيخ الطوسي في ترجمة عليّ بن بابويه : «روى عنه التلعكبري ، قال : سمعت منه [الحديث] في السنة التي تهافتت فيها الكواكب ، دخل بغداد فيها»(٢).
وفي غيبة الطوسي نقل عن نجل عليّ بن بابويه (أبي عبد الله الحسين ابن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه) أنّه قال : «حدّثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاجّ ـ وهي سنة تناثر الكواكب ـ أنّ والدي رضیاللهعنه كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضیاللهعنه يستأذن في الخروج إلى الحجّ .. فخرج في الجواب : لا تخرج في هذه السنة. فأعاد فقال : هو نذر واجب ، أفيجوز لي القعود عنه؟ فخرج الجواب : إن كان لا بدّ فكن في القافلة الأخيرة ، فكان في القافلة الأخيرة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) غيبة الطوسي ، ص ٢٧٠/٣٢٢.
(٢) رجال الشيخ الطوسي ، ص ٦١٩١/٤٣٢ = ٣٤.