المصادر الحديثية ، والذي جعلني أرغب في إنجاز هذا العمل هو وجود الكتاب في حوزة القاضي النعمان (في القرن الرابع الهجري) ووجوده في حوزة النجاشي (في القرن الخامس الهجري) ، بناءً على هذا فإنّ سائر مصنّفي الشيعة ومحدّثيهم أيضاً في تلك الحقبة لابدّ وإن كان لهم من رواياته في كتبهم الروائية والفقهية.
ومن أجل جمع روايات هذا الكتاب بدأت البحث(١) عن الروايات التي عبّر فيها محمّد بن مسلم بكلمة (سألت) والتي امتازت بها روايات المسائل في أدبيات الحديث الشيعي(٢) ـ والتي بادر فيها بطرح أسئلته على الإمام محمّد الباقر عليهالسلام أو الإمام جعفر الصادق عليهالسلام وقد أجاب عنها آنذاك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وقد استعنت في ذلك على البرامج الكمبيوترية من إعداد مركز تحقيقات العلوم الإسلامية.
(٢) للاطّلاع على متون المسائل في أدبيّات الحديث الشيعي القديم. (أنظر : كتاب مسائل در نگارش هاى حديثي ص٣٢ ـ ٤٧).
علماً أنّ تأليف ما يسمّى بكتب المسائل عند أهل السنّة أيضاً له تأريخه ، وإنّ أقدم نموذج نعرفه عند أهل السنّة في هذا المجال هو كتاب مسائل الإمام أحمد تأليف أبو داود سليمان بن أشعث السجستاني (ت ٢٧٥هـ) الذي جمع فيه أسئلته عن أحمد بن حنبل (ت ٢٤١هـ) والتي أكثرها من المسائل الفقهية (ما عدا الأبواب الأخيرة للكتاب التي هي من المسائل الكلامية) ، وقد أشار رشيد رضا في مقدّمته ص : ٤ إلى هذا الأثر على أنّه كتب (بلسان المشافهة) لا (بلسان التصنيف) وإنّ هذا الأمر يجعل درك القارىء للسان المشافهة في بغداد أيّام أحمد بن حنبل أمراً ضروريّاً في فهم الكتاب ، وإنّ الأمر المهمّ الذي أشار إليه رشيد رضا هو الجانب الشفهي والأسئلة والأجوبة على الخصوص.