روايات محمّد بن مسلم التي دوّنها الآخرون :
فمع الأخذ بنظر الاعتبار ما ذكرناه سابقاً نستطيع أن نقول أنّ محمّد بن مسلم لم يكن هو بنفسه مؤلّف كتاب المسائل(١) ، وحتّى فيما إذا كان قد ألّف كتاباً في (المسائل) فإنّ تأليفه هذا لم يكن شائعاً ومعروفاً في الأوساط ولم يصل إلى سائر المؤلّفين والمحدّثين الشيعة ؛ وكلّ ما نقل عنه في المجاميع الحديثية من روايات (المسائل) فيما بعد فهي من كتب الآخرين ، ومن النادر أن تكون من رواياته التي رواها شفاهاً.
والآن علينا أن نتحقّق عن هوية مؤلّف هذا الكتاب الذي احتوى على أسئلة محمّد بن مسلم الفقهية من الإمام عليهالسلام؟
إنّ أقوى احتمال نستطيع أن نشير إليه للجواب عن هذا السؤال هو أنّ هذا الكتاب من جمع الآخرين لروايات (مسائل) محمّد بن مسلم ، حيث اهتمّ المؤلّفون فيما بعد بهذا الأمر وذلك لأهمّية شخصية محمّد بن مسلم الفقهية والحديثية ومقامه العلمي ، فمن المحتمل أنّهم قاموا بتدوينه وتبويبه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وقد شاءت يد القدر أن ينسب لمحمّد بن مسلم الكتاب الوحيد له وهو كتابه المسائل فبنقض هذا الانتساب وردّه فإنّ محمّد بن مسلم سيخرج من زمرة مؤلّفي الشيعة ؛ كما أنّ الطوسي كذلك خلافاً للنجاشي فإنّه لم يذكر في الفهرست محمّد بن مسلم في زمرة المؤلّفين الشيعة ، في حين المدرسي الطباطبائي (ميراث مكتوب شيعة از سه قرن نخستين هجري : ٤٠٩ ـ ٤٠١) نسب لمحمّد بن مسلم كتابين أحدهما من نتاج استنباطه الشخصي والآخر هو الأربعمائة مسألة هذا الذي ذكره نقلا عن النجاشي ، ويبدو أنّه اشتبه في تعيين مصداق الكتاب انظر : درنگي در منابع مكتوب الإيضاح : ٤٣٨ ـ ٤٣٩.