فإنّ النماذج القديمة من هذا القبيل(١) ـ التي تمّ فيها تدوين روايات الرواة المعروفين على يد الآخرين ـ يعدّ قرينة تقوّي هذا الاحتمال.
وهنا يعترينا الترديد في وحدة كتاب المسائل الذي أخذ عنه القاضي النعمان وكتاب الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام الذي كان في حوزة النجاشي ؛ فربّما يكون هذين المصنّفين عبارة عن كتابين متباينين لكنّهما يحملان خصوصيّات متماثلة في كونهما يتناولان روايات مسائل محمّد بن مسلم في المواضيع الفقهية ، أمّا إذا أردنا أن نعدّ هذين الكتابين كتاباً واحداً فعلينا أن نعدّ علاء بن رزين هو المدوّن لهذا الكتاب لأنّه الراوي الوحيد لكلا السندين اللّذين أورداهما القاضي النعمان والنجاشي.
ولكن هنا في مثل كتاب محمّد بن مسلم فإنّ انتساب مثل هذه الكتب المدوّنة متأخّراً عن زمان راويها الأصلي لابدّ لها أن تكون قد دوّنت على يد متأخّرين عنه مثل النجاشي أو أستاذه ابن نوح وقد نُسبت إليه تسامحاً وتوسّعاً ، كما وقد شوهدت أيضاً مثل هذه التسامحات في تأليفات تحقيقيّة معاصرة(٢).
ولابدّ من الإشارة هنا إلى أنّ أهميّة بعض الشخصيّات بحدّ ذاته يمكن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ومثال ذلك ، انظر : ميراث مكتوب شيعة از سه قرن نخستين هجري : ٤٧ (أخبار أبي رافع) ، ١٨٥ (مسند عبد الله بن بكير) ، ٣٥٨ (مسند عمر بن علي).
(٢) أشار راقم هذه السطور إلى بعض هذه التسامحات في (ميراث مكتوب شيعه از سه قرن نخستين هجري) وقد تطرّق لنقدها. انظر : فهرستى تازه از ميراث مكتوب شيعه : ٣٩ ـ ٤٠.