كتب نسبت إليه خطأ
نسب الدكتور عفيف محمد عبد الرحمن كتابا اسمه «الوسيط في الأمثال» لإمامنا الواحديّ ، ومستنده في ذلك ما جاء على صفحة الكتاب «كتاب الوسيط في الأمثال للواحدي» ولم يستطع المحقق أن يقدّم أيّ دليل يثبت هذه النسبة ، على أنّه اعترف أنه عاش في دوامة من الشكّ بالنسبة لصحة نسبته إلى الواحدي.
والذي نقوله : إنّ هذا الكتاب ليس للواحديّ ؛ بل إنّ مؤلّفه متأخر في الزمن عن الواحدي ، ويؤيّد هذا كلامه على المثل : أحسن من دبّ ودرج. في صفحة ٣٤ ـ ٣٥ حيث يستشهد ببيت للأخطل ، ثم يقول المؤلف : هكذا رواه الشيخ الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي ، وقرأت ديوانه على الفصيحي في سنة إحدى وتسعين.
ومعلوم أنّ الخطيب التبريزي توفي سنة ٥٠٢ ه ، والواحديّ توفي سنة ٤٦٨ ه فكيف ينقل عمّن بعده ، والأعجب من ذلك أنّ المؤلف قرأ ديوان الأخطل على الفصيحي ، والفصيحي لقب لعلي بن محمد ، أحد أعلام اللغة والنحو ، ولقّب الفصيحي لكثرة اهتمامه واشتغاله بكتاب «الفصيح» لثعلب ، وكانت قراءته سنة ٤٩١ ه أي : إنّ الواحديّ على قول المحقق قرأ ديوان الأخطل وهو متوفى ، بل قرأه بعد وفاته ب ٢٣ سنة!؟ علما بأنّ الفصيحي توفي سنة ٥١٦ ه ، أي : بعد وفاة تلميذه المفترض ب ٤٨ عاما.
فهذا يبطل نسبة كتاب «الوسيط في الأمثال» للواحدي ، وبه يبطل نسبة جميع ما ذكر من الكتب في كتاب الوسيط في الأمثال لمؤلفنا ، وهي :
ـ البسيط في الأمثال : ذكره في الوسيط في الأمثال ص ٣١ ـ ٤١.