مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (٨٠) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (٨١) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (٨٣)
____________________________________
ومعناها : أدخلني المدينة إدخال صدق ، أي : إدخالا حسنا لا أرى فيه ما أكره (وَأَخْرِجْنِي) من مكة إخراج صدق لا ألتفت إليها بقلبي (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) قوّة القدرة والحجّة حتى أقيم بهما دينك.
(٨١) (وَقُلْ جاءَ الْحَقُ) الإسلام (وَزَهَقَ الْباطِلُ) واضمحلّ الشّرك (إِنَّ الْباطِلَ) الشّرك (كانَ زَهُوقاً) مضمحلا زائلا. أمر النبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يقول هذا عند دخول مكّة يوم الفتح (١).
(٨٢) (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ) أي : من الجنس الذي هو قرآن (ما هُوَ شِفاءٌ) من كلّ داء ؛ لأنّ الله تعالى يدفع به كثيرا من المكاره (وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ثواب لا انقطاع له في تلاوته (وَلا يَزِيدُ) القرآن (الظَّالِمِينَ) المشركين (إِلَّا خَساراً) لأنّهم يكفرون به ولا ينتفعون بمواعظه.
(٨٣) (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ) يريد : الوليد بن المغيرة (أَعْرَضَ) عن الدّعاء والابتهال ، فلا يبتهل كابتهاله في البلاء والمحنة (وَنَأى بِجانِبِهِ) بعد بنفسه عن القيام بحقوق نعم الله تعالى (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) أصابه المرض والفقر (كانَ يَؤُساً) يائسا عن الخير ومن رحمة الله سبحانه ؛ لأنّه لا يثق بفضل الله تعالى على عباده.
__________________
(١) عن عبد الله بن مسعود قال : دخل النبيّ صلىاللهعليهوسلم مكّة ، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب ، فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول : «جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا». «جاء الحقّ وما يبدئ الباطل وما يعيد». أخرجه البخاري في التفسير. فتح الباري ٨ / ٤٠٠ ، ومسلم في الجهاد والسير برقم ١٧٨١ ، والنسائي في التفسير ١ / ٤٠١.