وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (١٠٩) قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١١٠) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً
____________________________________
(١٠٩) (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ) كرّر القول لتكرّر الفعل منهم (وَيَزِيدُهُمْ) القرآن (خُشُوعاً).
(١١٠) (قُلِ ادْعُوا اللهَ ...) الآية. كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : يا الله ، يا رحمان ، فسمع ذلك أبو جهل فقال : إنّ محمدا ينهانا أن نعبد إلهين ، وهو يدعو إلها آخر مع الله يقال له : الرّحمن (١) ، فأنزل الله سبحانه : (قُلِ) يا محمد (ادْعُوا اللهَ) يا معشر المؤمنين (أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) إن شئتم قولوا : يا الله وإن شئتم قولوا : يا رحمان. (أَيًّا ما تَدْعُوا) أيّ أسماء الله تدعوا (فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى). (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ)(٢) بقراءتك فيسمعها المشركون فيسبّوا القرآن (وَلا تُخافِتْ بِها) ولا تخفها عن أصحابك فلا تسمعهم (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) اسلك طريقا بين الجهر والمخافتة ، وقوله :
__________________
(١) وهذا قول ابن عباس ، أخرجه ابن جرير ١٥ / ١٨٢ ، وفيه محمد بن كثير ، وهو صدوق لكنه كثير الغلط. انظر تقريب التهذيب ص ٥٠٤ ، وذكره المؤلف في الأسباب ص ٣٤١ عن ابن عباس ، دون سند.
(٢) عن ابن عباس في الآية قال : نزلت ورسول الله صلىاللهعليهوسلم مختف بمكّة ، كان إذا صلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمع المشركون سبّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به ، فقال الله تعالى لنبيّه : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) أي : بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ، (وَلا تُخافِتْ بِها) عن أصحابك فلا تسمعهم (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً). أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٤٠٤ ، ومسلم في الصلاة برقم ٤٤٦ ، والنسائي في التفسير ١ / ٦٧٢ ، والترمذي في التفسير برقم ٣١٤٥.