وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (٣٧) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (٣٨) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (٣٩) أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠) وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤١) قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (٤٢) سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (٤٣) تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
____________________________________
(٣٧) (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) أي : بالكبر والفخر (إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ) لن تثقبها حتى تبلغ آخرها ، ولا تطاول الجبال ، والمعنى : إنّ قدرتك لا تبلغ هذا المبلغ ، فيكون ذلك وصلة إلى الاختيال. يريد : إنّه ليس ينبغي للعاجز أن يبذخ ويستكبر.
(٣٨) (كُلُّ ذلِكَ) إشارة إلى جميع ما تقدّم ذكره ممّا أمر به ونهى عنه (كانَ سَيِّئُهُ) وهو ما حرّم الله سبحانه ونهى عنه.
(٣٩) (ذلِكَ) يعني : ما تقدّم ذكره (مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) من القرآن ومواعظه وباقي الآية مفسّر في هذه السّورة. ثمّ نزل فيمن قال من المشركين : الملائكة بنات الله :
(٤٠) (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ) أي : آثركم وأخلص لكم البنين دونه ، وجعل لنفسه البنات (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً).
(٤١) (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) بيّنّا (فِي هذَا الْقُرْآنِ) من كل مثل يوجب الاعتبار به ، والتّفكّر فيه (لِيَذَّكَّرُوا) ليتّعظوا ويتدبّروا (وَما يَزِيدُهُمْ) ذلك البيان والتّصريف (إِلَّا نُفُوراً) من الحقّ ، وذلك أنّهم اعتقدوا أنّها شبه وحيل ، فنفروا منها أشدّ النّفور.
(٤٢) (قُلْ) للمشركين : (لَوْ كانَ مَعَهُ) مع الله (آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) إذا لابتغت الآلهة أن تزيل ملك صاحب العرش.
(٤٤) (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ ...) الآية. المراد بالتّسبيح في هذه الآية الدّلالة على أنّ الله