القائم(١) ، فإنّه قد مات في سنة (٣٤١ للهجرة) ، وعليه لن يكون هناك إيّ إشكال على استنتاجنا السابق ، ولكن يبعد أن يكون مراد النعماني هو المنصور.
إنّ عقدة هذا البحث رهن بالالتفات إلى مسألة أشار إليها المؤرّخون في مصادرهم ، إذ قالوا : بأنّ المنصور أخفى موت والده خوفاً من اشتداد أمر أبي يزيد ، فلم يسمّ نفسه خليفة ، ولم يغيّر في ضرب النقود ، ولم يغيّر في قراءة الخطب وسائر شؤون الخلافة الأخرى ، فلمّا قضى على تمرّد أبي يزيد أعلن عن موت أبيه ، ونصب نفسه خليفة عنه(٢).
وعليه من الطبيعي أن لا يطّلع النعماني على موت القائم حتّى سنة (٣٣٦ للهجرة) ، متصوّراً أنّه لا يزال على قيد الحياة.
وبعد ضمّ كلتا هاتين العبارتين مورد البحث من كتاب غيبة النعماني إلى بعضهما نصل إلى نتيجة مفادها أنّ كتابة الأجزاء الوسطى من هذا الكتاب تعود إلى سنة (٣٣٦ للهجرة) ؛ إذ مع أخذ موت أبي يزيد في شهر محرّم من سنة (٣٣٦ للهجرة) بنظر الاعتبار ، يبعد أن يبقى النعماني على جهله بموت القائم الفاطمي حتّى نهاية تلك السنة. وبعد إضافة هذه النقطة وهي أنّ الكتاب ليس كبير الحجم ، يمكن القول بأنّ الفراغ من تأليف الكتاب كان في تلك السنة (أي سنة ٣٣٦ للهجرة) أو السنة التي تليها مباشرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) هذا وإنّ نفس ادّعاء المنصور المهدوية بحاجة إلى تحقيق في حدّ ذاته.
(٢) الكامل في التاريخ ، ج٨ ، ص ٤٣٤ و ٤٥٥ ، افتتاح الدعوة ، ص ٣٣٤ ، الفقرة ٣٠٠.