وبطبيعة الحال علينا أن لا نتجاهل حقيقة أنّ النعماني وإن كان قد أضاف بعض الروايات إلى الكتاب بعد تأليفه ، ولكن ليس لدينا دليل على أنّه قد أحدث تغييراً في بنية الكتاب ، ولذلك لا يمكن القول بأنّ الكتاب كان قد تمّ تدوينه وتأليفه مرّتين ، لنكون بحاجة إلى البحث في تاريخ تأليفاته المختلفة.
ونتيجة البحث هو : أنّ الأجزاء الوسطى من كتاب غيبة النعماني تعود إلى سنة (٣٣٦ للهجرة) ، وأمّا خاتمة الكتاب فيبدو أنّها تعود أيضاً إلى تلك السنة ، أو السنة التي تليها مباشرة.
حقيقة بشأن كتاب غيبة النعماني :
قام شرف الدين الأسترآبادي في كتاب تأويل الآيات بنقل بعض الروايات عن غيبة الشيخ المفيد ، وقد عمد إلى حذف بداية الأسانيد من أغلبها ، ولكنّه في موضع من كتابه هذا (الصفحة رقم ٢٠٨) وفي هامش سورة التوبة بادر إلى نقل روايتين بكامل سنديهما تخلّلهما توضيح من المؤلّف منقولة من ذلك الكتاب :
ـ «حدّثنا عليّ بن الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ... وأوضح من هذا ـ بحمد الله ـ وأنور وأبين وأزهر ...».
ـ «أخبرنا سلامة بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن معمّر ...».