آثار الشيعة الإماميّة ، هو كتاب الشرائع لوالد الشيخ الصدوق عليّ بن الحسين ابن موسى ابن بابويه (ت ٣٢٩ هـ) والمنضمّ مع مختصر المراسم في مجموعة خطّيّة واحدة ، والذي حُقّق وطُبع ونُشر بجهود مضنية قلّ نظيرها.
وما إن كُلِّفتُ بإحياء بعض تراث مدينة الحلّة ـ العريقة الذكر ـ من سماحة الحجّة السيّد أحمد الصافي ـ دام تأييده ـ ، وذلك بالعمل في مركز تراث الحلّة الذي فُتح برعايته واهتمامه ، حتّى سارعتُ في الإجابة ، وانتهزت الفرصة في أن أُحيي هذا الأثر الذي لم يُطبع من قبل ، والذي كتبه تلميذ المؤلّف قدسسره.
وحاولت في مقالتي هذه أن أتناول كلّ شاردة وواردة تتعلّق بالكتاب ونسختيه علّني أستطيع أن أضع بين يديّ القارئ ما جاد به قلمي خدمة للتراث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكتبةُ الإمامِ الشيخِ محمَّد الحسين آل كاشف الغطاء العامَّة المسمّاة بـ : (مكتبة عليّ والحسين) ـ الوالدِ والولدِ ـ أسّسَها الشيخُ علىُّ ابن الشيخ محمَّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (ت١٣٥٠هـ) فَضَمَّت أمَّات الكتبِ التّراثيَّة ، كتب الأجداد والآباء التي توارثوها خلفاً عن سَلَف ، ثمّ زادَ مؤسِّسُها على إرثها العريق كتباً بالشّراءِ والنّسخ ، فهو رحمهالله على ما استنسخه حقيقٌ بأن يلقّبَ بـ : (شيخ التراث) ، وزادَ عليها بعدَه نجلُه الشيخ محمَّد الحسين آل كاشف الغطاء وحفيده الشيخ شريف عامِلَيْنِ بنهجِ مؤسِّسِها في جمعِ التّراث وحفظه ، وشاءَ اللهُ تعالى أن يحفظَ هذه المكتبةَ على الرّغم من الظروف القاهرة التي ألمَّت بالعراق الجريح ، فرُعاتُها كما رأينا وسمعنا يحنّون عليها كحنوِّ الأمّ على طفلها.
وشعَّ نورُها من جديد يوم جدّدَ بناءَها آية الله العظمى السيِّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه) سنة (١٤٢٨هـ) فازدادَ النورُ نورًا والخيرُ خيرًا ، وهي اليوم بحمد الله تعالى عامرةٌ بعمارتها الجديدة الواقعة بجنب مقبرة ومسجد الشيخ جعفر الكبير ، وموردٌ عذبٌ لطالبي العلم ومحيي التراث.